اسس لها الشيخ زايد مند ربع قرن الامارات والسودان.. دعم متصل ومساعدات دائمة

تقرير : إلفن نيوز
حصلت الحكومة حمدوك الانتقالية في السودان على تعهدات بمليارات الدولارات في مؤتمر باريس لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، الذي انعقد بمشاركة الإمارات بوفد ترأسه خليفة شاهين المرر، وزير دولة، كما سيشارك في قمة تمويل الاقتصادات الإفريقية بفرنسا. وحضر مؤتمر دعم السودان خمسة عشر من قادة الدول الإفريقية والأوروبية والعربية والمنظمات الدولية. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستشطب كامل الديون المستحقة على السودان، بهدف تحرير السودان الذي يشهد انتقالاً ديمقراطياً من عبء ديون خارجية لا تقل عن 50 مليار دولار.
شدد المرر، في كلمة الإمارات أمام المؤتمر الذي شارك فيه ماكرون والفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي وعبدالله حمدوك رئيس الوزراء، على أهمية الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي بشكل عام والسودان بشكل خاص. وأوضح أن مبدأ دولة الإمارات هو بذل المساعي الحميدة في سبيل الحد من التوترات في هذه المنطقة والتوصل إلى حلول سلمية للتحديات القائمة.
وأكد المرر أن دولة الإمارات تلتزم بمواصلة دعم السودان وشعبه الشقيق لإنجاح الفترة انتقالية. وقال:«سنعمل بالتعاون مع المؤسسات الدولية وشركائنا على دعم السودان في التغلب على التحديات التي يواجهها في هذا الوقت العصيب»، مشدداً على أهمية دور السودان في تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وأعرب عن ترحيب دولة الإمارات بالجهود الكبيرة التي حققتها السلطة الانتقالية في السودان،وقال: «إن دولة الإمارات تعمل مع الحكومة الانتقالية في السودان من أجل إرساء السلام و الاستقرار والإصلاح الاقتصادي ومساعدة هذا البلد الشقيق على إقامة علاقة طبيعية وبناءة مع المجتمع الدولي».
وأوضح المرر أن دولة الإمارات قدمت للسودان دعماً قدره 3.3 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية. وأشار إلى أنها التزمت في العام 2019 بتقديم 1.5 مليار دولار تحت إدارة صندوق أبوظبي للتنمية إلى جانب إيداع 250 مليون دولار في بنك السودان المركزي.
وأضاف أنه في إطار جهود الاستجابة لخطط مواجهة ومكافحة جائحة كوفيد-19 أرسلت دولة الإمارات 100 طن من الإمدادات الطبية والمعدات وأجهزة اختبار PCR إلى السودان، فضلاً عن إنشاء مستشفى ميداني كامل التجهيز في شرق دارفور. ونوه المرر بأنه إلى جانب دعم مشاريع التنمية والانتعاش الاقتصادي، قدمت دولة الإمارات للسودان الشقيق 533 طناً من مختلف مواد الإغاثة خلال الفيضانات الأخيرة ونحو 7.7 مليون دولار أمريكي استجابة عاجلة لدعم الحكومة في احتواء موجة النزوح من إقليم تيجراي إلى مناطق شرق السودان.
علاقات تاريخية
تاريخيا يعد السودان من أوائل الدول التي أقامت معها دولة الإمارات علاقات دبلوماسية وكان ذلك في ديسمبر عام 1971، وقد قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارته الرسمية الأولى للسودان في 20 فبراير عام 1972 بعد حوالي شهرين ونصف من قيام الاتحاد حيث زار فيها كافة ولايات السودان وتمت له استقبالات رسمية وشعبية حاشدة.
من جانبه قام الرئيس السوداني الراحل جعفر محمد نميري بزيارة دولة الإمارات كأول رئيس دولة يزور الإمارات وكان ذلك في 23 أبريل/من العام 1972، أي بعد شهرين من زيارة الشيخ زايد للسودان وقد رافقه وفد رسمي كبير من الوزراء والمسؤولين.
مكانة خاصة
وللسودان في قلوب قيادة دولة الإمارات وشعبها، مكانة خاصة، فالعلاقات بين البلدين أخوية متينة وتتسم دائماً بالتعاون والتواصل والتكافل والتعاضد، في ظل حرص كبير من القيادة الإماراتية على رعايتها وتنميتها إلى أفضل المستويات التي تنعكس خيراً وسعادة على الشعبين.
واتخذت الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، العديد من المبادرات الداعمة لمشارع التنمية والنهضة على الصعد كافة في السودان، ولعبت دورا بارزا في مسيرة التنمية في السودان من خلال الاستثمارات والمشروعات الكبيرة التي تبنتها.
وهناك شواهد كثيرة على هذا الدعم وتلك المحبة، أولها الطريق القومي الذي يربط الخرطوم بميناء بورتسودان الرئيسي على البحر الأحمر، الذي كان للإمارات دور رئيسي في إنجازه ليحدث نقلة تنموية مهمة تمثلت في ربط العاصمة بعدد من مناطق الإنتاج من ناحية، وكذلك جميع أنحاء البلاد بميناء التصدير من ناحية ثانية، يضاف إليه الكثير من المشاريع الحيوية والضرورية.
دعم ما زال يتواصل حتى اليوم، حيث أرسلت الإمارات في 27 أبريلمن العام الماضي طائرة مساعدات تحتوي على 50 طنا من المواد الغذائية، إلى السودان، وذلك ضمن المبادرات الإنسانية خلال شهر رمضان المبارك، لتلبية احتياجات آلاف الأسر من ذوي الدخل المحدود، خاصة المتأثرة بالأوضاع الصحية الراهنة، وتعزيز قدرتها في التصدي للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي فرضتها جائحة “كوفيد-19”.