
تداول فى الاخبار بشكل متعاظم خبر وصول 50 الف طنا من القمح الامريكي لميناء بورتسودان في اليومين القادمين، ويحمل الخبر في ثناياه ترويجا للدعم الامريكي للسودان ، ومحاولة لتسويق فكرة التعاطف الانساني للولايات المتحدة الامريكية علي الشعب السوداني ، في الوقت الذي يدفع فيه السودان فاتورة الحصار الامريكي الطويل الذي افقده قدرات الانتاج والانتاجية ، ويري العديد من الخبراء ان الدعم الامريكي يأتي دائما مشروطا بتوجهات وسياسات تخدم المصالح الامريكية في الاصل ، ويظل مثل هذا الدعم بوابة لتمرير العديد من الاجندة التي تعمل عليها الولايات المتحدة الامريكية وخاصة مع شعوب دول العالم الثالث
وتسعى امريكا بقوة فرض ديمقراطيتها المزيفة على هذه الشعوب التي لم يكن خافياً ولا مفاجئاً لهذه الشعوب تحقيق هذا الهدف تحت هراوات التجويع الأمريكية والأوروبية،وتجلت تلك المحنة في سوريا التي عانت ويلات هذا التجويع مما جعل وزير خارجيتها بطلب من مجلس حقوق الإنسان الدولي التدخل لمنع تجويع الشعب السوري ويتمثل المشهد في اليمن الذي يعاني من التجويع الممنهج وتصف الأمم المتحدة أنه يواجه أكبر كارثة إنسانية وأن 60% من سكانه على حافة المجاعة في العام الحالي، مشيراً إلى موت أطفاله ونسائه وشيوخه بسبب السياسات الأمريكية والأوروبية غير الأخلاقية وغير الإنسانية.. كما أشارت إليها قنوات فضائية ودعت الأمم المتحدة الدول الأوروبية وأمريكا تحديداً الى عدم فرض العقوبات الدولية على الشعوب بشكل عام والمذكورون أعلاه لا يعني أن الشعب الفلسطيني والشعب الفنزويلي والشعب الكوبي والشعب الإيراني والشعب اللبناني وشعوب أخرى بعيدة عن هذه العقوبات- لهذا نطالب الدول الرأسمالية أن تتخلى عن سياسة تجويع الشعوب وأن تعيد النظر في ديمقراطيتها المزيفة التي تسعى لفرضها على شعوب العالم
ولم يكن السودان بعيدا عن الهراوات الامريكية التي جعلته عاجزا عن مواجهة الازمات ، وبوصول القمح الامريكي تعمل الآلة الاعلامية الامريكية تصوير وصولها بانها رسول إنقاذ امام الراي العام ، وإظهار رسالة إنسانية ابعد ما تكون عن السياسة الامريكية التي تعمل لتحقيق مصالحها وتمرير اجندتها في المنطقة