أعمدة

صلاح حبيب يكتب: “ولنا راي”.. الامارات والسودان روح واحدة فى جسدين !

ظلت العلاقات السودانية الاماراتية تنمو وتزدهر منذ ان بدا حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان تلك العلاقة المميزة فى سبعينات القرن الماضى، الشيخ زايد كان يحلم ان تكون ابوظبي اشبه بالخرطوم من حيث النهضة والبناء والعمران فلم يبخلل الرئيس الراحل الاسبق جعفر نميري ان منحه خيرة المهندسين والفنيين والاداريين، فشقت الامارات طريقها نحو النهضة ليس بفضل السودانيين الذين اختارهم نميري ولكن حكيم العرب كان رجل دولة فوظف امكانيات بلاده. ودرب ابناء دولته وفتح لهم الطريق فى التعليم داخليا وخارجيا فاستوعب الاخوة الاماراتين الدرس بسرعة وساهموا فى بناء وطنهم بكل ما يملكون من خبرة تعلموها من السودانيين او من الغرب الذي ابتعثوا اليه فى كافة المجالات، واستمرت نهضة الامارات حتى اصبحت اليوم منارة العرب ومنارة كل دول الخليج ،فاستمرت العلاقات بين السودان والامارات فى نمو بل ظلت الامارات وفيه للسودان ولشعبه فلم تتوقف عن تقديم الدعم المادي والعيني محتفظة بتلك العلاقة المميزة دون “من او اذى”. ان دولة الامارات تعد واحدة من الدول الداعمة لثورة ديسمبر المجيدة منذ قيامها وظلت تقدم الدعم السخي لها ولقياداتها لتعبر الى بر الامان ولكن هناك. ممن يريدون ان يفسدوا تلك العلاقة بالوشاية الكاذبة والضرب تحت الحزام مدعين بانها تريد الهيمنة على السودان وقياداته من اجل مصالحها الذاتية.. ولكن خابت مساعي اولئك فدولة الامارات تقدم دعمها للسودان حبا فى تلك الارض وفي هذا الشعب العظيم الذي وقف الى جانبها،ان دولة الامارات تريد ان يستقر السودان وان ينهض كما نهضت كثير من دول العالم ، وهى ليست ذات اطماع وان كانت لها مطامع او مارب فبامكانها ان تلجا الى كثير من الدول التى يمكن ان تنفذ فيها ما تريده فلها من المال الذي يجعل اي دولة تتكالب عليها، ولكن الامارات ليست ذات اطماع شخصية ولذا يجب على القائمين على امر الدولة وضع ايديهم فى ايديها فهى دولة صادقة وصدوقة فانظروا كيف ظلت تقدم المساعدات الانسانية حينما ضربت السيول والفيضانات البلاد لقد كانت اسراب الطائرات الامارتية تهبط بمطار الخرطوم وتنزل الاف الاطنان من المعينات من اغذية ومشمعات وبطاطين وادوية وغيرها من الاحتياجات التى يريدها المواطن السوداني ولم تقف دولة الامارات وقياداتها ممثلة فى ابناء الشيخ زايد وكل الطاقم الحكومي ظلوا يقدمون الدعم للسودان عندما حل وباء “كورونا” بالعالم حركت دولة الامارات طائراتها لنقل الادوية والامصال للاجهزة الطبية السودانية ولمعظم المستشفيات والمراكز الصحية بولاية الخرطوم وبولايات السودان المختلفة مما ساعد في علاج كثير من الاصابات التى تعرض لها المواطن السودانى جراء تلك الجائحة، استمرت الامارات فى دعمها السخي للسودان فى صمت ولم تقول بان هذا الدعم للحزب ( الفلاني او الجهة العلانية)، بل كان دعمها لكل اهل السودان وفاءا بوفاء، ولكن المتربصين لضرب تلك العلاقة ظلوا ينسجون خيوط الفتنة ولكنها خيوط اشبه بخيوط بيت العنكبوت الواهية كلما نسجوها وغزلوها تمزقت فى ثوانى، فالامارات مصلحتها استقرار السودان لان استقرار السودان يعني استقرار كل المنطقة لذا حينما تقدمت بتلك المبادرة الفريدة لوقف الازمة التى بدات تطل براسها بين دولتي السودان واثيوبيا بسبب اراضي الفشقة التى ظلت اثيوبيا تزرعها لعشرات السنين دون ان تكون الارض اثيوبية او هناك اتفاق على زراعتها، وحتى لا تتضرر الدولتان تقدمت الامارات بتلك المبادرة الى حكومة السودان واثيوبيا للمنفعة المشتركة على ان تضخ الامارات مالا وفيرا يساعد على نهضة المنطقة وتستفيد اثيوبيا والسودان والامارات من ذلك، ولكن الخبثاء زينوا للكافة ان الامارات تريد ان تبيع ارض السودان الى اثيوبيا وكما يقول المثل السوداني(جو يساعدوه فى دفن ابوه دس المحافير) فالامارات ليست لها اطماع حتى تقف مع طرف ضد الاخر ولما رات الامارات تلك الهجمة غير المبررة من الاخرين سحبت مبادرتها وكفى المؤمنين شر القتال.
ان دولتنا المجيدة يجب عليها الا تفرط فى تلك العلاقة المميزة بينها ودولة الامارات فيجب ان تقف مساندة ومؤازرة لتلك العلاقة بدلا من تلك السموم التى تحاول بعض الجهات نثرها فى طريق تلك العلاقة وحتى اعضاء الحرية والتغيير فهم فى حاجة الى تلك العلاقة لتعبر بثورتهم الى الامام من خلال النفق الواسع وليس الضيق، وعليهم اسكات الاصوات النشاذ التي تعزف من خلال الاوتار “المرتخية” لانها ستخرج لنا غناء غير جدير بالاستماع.
ان علاقتنا بدولة الامارات يجب الا تقابل بهذا الجحود ولا بتلك الهجمة الميتة التي لا تصل الى المرمى لاحراز الهدف، نحن بحاجة الى تطوير تلك العلاقة الى افاق ارحب والعالم الان يتكتل من اجل المصالح المشتركة، فنحن في امس الحاجة الى دولة الامارات والى كل الدول الاخرى حتى نرى سودانا جديدا ينعم بالامن والسلام والرخاء والازدهار، وهذا لن يتحقق اذا كانت هناك مؤامرات وعدم رؤية واضحة من قبل الذين لا يقراون المشهد بصورة واضحة، على الجميع وضع ايديهم فوق بعضها البعض من اجل علاقات مشتركة ومميزة بين البلدين لتنمو وتزدهر اكثر فى ارض خصبة وعلينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى