في تحقيق مثير .. إنتشار ظاهرة الإنتحار .. سوابق تكشف حجم الماسي واختصاصين يؤكدون ان ما اخفي اكثر!!

الظروف الاقتصادية اخطر الاسباب واختصاصية توضح الملابسات
علي بلدو لم يعد من لم يفكر بالانتحار في السودان الا قلة قليلة وهذه اهم الاسباب (……)

تحقيق: ام سلمة حسين
إنتشرت فى الأونة الأخيرة الكثير من الظواهر المقلقة والمخيفة أبرزها قضايا وحوادث الإنتحار بأعلى مستوى وباتت من الحوادث الملفته للأنظار، ظاهرة الإنتحار إنتشرت فى كل المجتمعات حتى العربية التى لم تكن تعاني من هذه الظاهرة ولجا الكثير من فئة الشباب ذكور وإناث الى الانتحار ظنآ منهم أن هذا الفعل المشين سيسهم في حل المشاكل التى يواجهونها،كثرت حوادث الانتحار فى الغرب بمعدل عالي وأن يحدث هذا فى دول الغرب شئ ولكن أن يحدث هذا فى دولة تعتنق الاسلام،شئ لا يتقبله العقل ويرفضه الدين الذى منع قتل النفس ،قال تعالى فى كتابه الكريم( ولا تقتلو أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)
تتعدد الطرق فمنهم من يلجا إلى شنق نفسه ومنهم من يرمي بنفسه إلى قاع النيل او تناول السم!
من خلال استطلاعات “إلڤن نيوز” رجح الكثيرين إن تكون المشاكل التى تقود الشبان ذكورا كانوا او أناث بعضها مشاكل أسرية ،وكذلك الوضع الاقتصادي والبطالة، التفكك الأسري رفض الاهالي تزويج ابنائهم ممن يختيارون، او ارغام الفتاة على الزواج ممن لا ترغب فيه
حوادث سابقة..
أقرب حادثة منذ اسابيع من منتصف شهر مايو سيدة بإحدى المناطق بالدويم أقدمت على قتل نفسها شنقآ داخل حمام بمنزل والدها وكانت إلڤن نيوز قامت بنشر الخبر وجاء سبب الانتحار إن السيدة مطلقة وأثناء تواجدها بمنزل والدها دار خلاف أسرى نجم عنه قتل السيدة لنفسها شنقآ.
ينهى حياته بعيار ناري!!
جرت هذه الحادثه بشرق النيل بمنطقة دار السلام حيث دونت الشرطة بلاغ إجراءات الوفاة فى ظروف غامضة حيث تبين من خلال التحقيقات أن الرجل اطلق على نفسه رصاصة وفقد حياته لأسباب مجهولة.
تفارق الحياة باستخدام الصبغة..
جرت هذه الحادثة المأساوية بإحدى مناطق بحري وذلك إثر نقاشات برفض الأسرة تزويج الفتاة لشاب تقدم للزواج منها وبعد نقاشات وجدال شربت الفتاة الصبغة وتوفيت على الفور.
طالب مشنوق على شجرة!!

عثر على شاب فى العقد العشرين مشنوقآ على شجرة بمقابر ودهاشة بشرق النيل ودونت الشرطةبلاغآ ايضا بالواقعة وتبين أيضآ لاحقآ بان الشاب شنق نفسه
اسباب نفسية!!

د.نعمة ابراهيم محمد إستشارى نفسي
اوضحت إن الانتحار من الافكار السوداوية وليس هنالك سبب مباشر او غير مباشر بل يتعلق الامر بتقاطع ماهو ذاتى بدرجة حساسية المنتحر،واضافت أن هنالك تقاطعات بين تأثيرات البيئة الاجتماعية والتركيبة النفسية لدى الأفراد فينزون بعيدآ عن اصدقائهم وذويهم بحثآ عن الخلاص المأساوى واضافت د.نعمة إن الانتحار او الشروع فيه يعود إلى جملة عوامل متعلقة بالظروف الاقتصادية والتفكك الاسرى فى الغالب ،وقد يتمثل فى معاناة نفسيةتتراوح بين الاكتئاب والشوز فرينيا “انفصام” او اليأس وفقدان الامل گ فقدان الرغبة فى الحياة فى ظل ظروف غير مرضية مجتمعية غير مرضية،واشارت إستشار النفس د.نعمة أيضآ أن هنالك حالات التعاطى لبعض انواع المخدرات المهلوسة او الخمر ، كذلك الإعاقات الجسدية والاضطرابات النفسية والسلوكية والظروف الاسرية الصعبة والعنف الجسدي او النفسي الذي يحدث فى المدرسة او فى الأسرة وكذلك التعرض للاعتداءات الجنسية إلى جانب أسباب اخرى ترتبط بالعلاقات غير ااشرعية والحمل غير الشرعي والاجبار على الزواج وضغوطات الدراسة والهوية والادمان والتهميش من قبل للأصدقاء وإنهاء علاقة عاطفية وذكرت أن معظم حالات الانتحار يتم إخفاءها من قبل العائلات خوفآ من وصمة العار الاجتماعية.
اسباب اجتماعية..
د. أشرف أدهم استاذ علم الاجتماع جامعة النيلين
اوضح فى حديثه ل”eleven news”، أن ظاهرة الإنتحار ترتبط بالإحساس باليأس والإحباط، وأشار الى أن الحياة الاجتماعية لا تخلو من الاشكاليات التى تواجه أفراد المجتمع سوى كانت اجتماعيه او اقتصادية، وكل هذا يتفاوت من شخص لاخر البعض يتحمل وأخر لا منهم من يتحمل الضغوطات ومنهم من لا يتحمل ويلجا للإنتحار ، وأشار د.اشرف الى إن الشعب السوداني يعاني من ظروف اقتصادية قاتلة اكثر من ضاغطة ويعاني المواطن من الشتات والضياع ويشعرون بالضباب والضياع والتساؤلات متى سوف تنتهى
هذه المسألة؟
وقال ايضا إن كل هذه الظروف والضغوطات وعدم الاستقرار الأمنى والسياسي والاقتصادي تؤدى للإكتئاب
وتجعل الكثير من الشباب يقدم على الإنتحار وكثيرين يتخوفون من الهجرة، واشار ايضا الى إن الحضارات المتشددة على الشبان بالدخول والخروج والقيودات ايضا سبب فى الانتحار وايضا ارتكاب البعض لبعض الجرائم والتخوف يجعل البعض يفكرون في الأنتحار.
وفى هذا الإطار أيضآ يشير البرفيسر على بلدو إستشارى الطب النفسي والعصبى وعلاج الإدمان إلى أن السودان سجل انتشارا ملحوظا
،مبينا أن حالات الانتحار وسط الشبان أكثر من الشيوخ والكهول،
وعن الاسباب المؤدية إلى إنتشار هذه الظاهرة يقول المختص النفسي المعروف علي بلدو إنه يمكن النظر إليها من عدة محاور منها، المحور الاجتماعي ،
المشاكل الاسرية والتفكك الاسري والخلافات ،النزاعات العنف المنزلي، مما يؤدي الى حالة من عدم التناغم وعدم القدرة على التأقلم ويختار الشاب او الشابة الرحيل عن هذه الدنيا الحياة عن البقاء فى حياة مطلامطة الامواج ،بجانب الاخفاقات العاطفية او م يعرف “بالشاكوش”وهي من اهم الاسباب المؤدية للانتحار المنتشرة وسط الشبان ،كذلك المشاكل المتعلقه للاغتصاب والعنف والاعتداءات والتحرش والاغتصاب وكل هذا يؤدي الى الشعور بالدونية والرغبة بالتطهير ويدفع الشابة او الفتاة لإنهاء حياته
محور اقتصادي…
المحور الهام الاخر هو الاقتصادي بحسب برف علي بلدو
والضغوطات من حيث المأكل والمشرب والمسكن وينعكس هذا على الحالة البدنية والذهنية ويجعل الشخص يشعر بعجزه عن الإيفاء بامور اسرته فى ظل الضائقة المعيشية.
والذى يراه بلدو إن السودانيين ما عدا الا قلة منهم سيفكرون فى الانتحار في حال استمرار النظام الحالى وهذه الازمة الطاغية،
ويمضى بلدو بعيدآ فى تحليله لهذه الظاهرة أن الامراض النفسيه و العصبية والادمان والاكتئاب والفصام واضطرابات ما بعد الولادة والاختلاطات الهرمونية وامراض الهوس يمكن أن تؤدي الى التفكير في الأنتحار
وفى هذا الإطار يرى بلدو أن الحالات التي يتم التبليغ عنها لدى مراكز الشرطة او الجهات المختصة لا تساوى أكثر من 1℅من الحالات التى نراها فى الحياة اليومية وذلك بسبب التخوف المجتمعى والمحاذير الدينية والقانونية، لذا كثير من الحالات تصنف على انها نفسية او اى امراض اخرى ويتم التستر على الكثير من الحالات ولم يكشف عنها.
وفى ختام إفادته ذكر الطبيب النفسي الأشهر فى السودان إن الواقع السوداني اصبح متازم وبه إحتقان كثيف جدآ وهذا ويؤثر نفسيآ ويجعل الشخص يفكر فى إيذاء نفسه بجانب عدم وجود متنفس فى ظل الظلم والكبت الذي يمارس عليه والقهر والعنف ضد الشباب الذى اصبح بلا بوصلة، والعنف الممنهج ضد الشباب خصوصآ المراة،وهنا يكون الانتحار خطر محدقآ لشباب والشابات الذين يحتاجون الى رعاية فورية وتقديم المعالجات النفسية والاجتماعية والارشادات حتى لا نفقد مستقبلنا بعد أن فقدنا حاضرنا وماضينا على حد قوله.