أعمدةالسودان

صلاح الكامل يكتب….مشروع الجزيرة..حافظوا علي هذا المحافظ!!*

مشروع الجزيرة ذلكم الصرح الذي قدم للبلاد ما لا يحصر او يعد ولو تكاثرت الاسفار، فلقد أقال عثرتها وأقام أودها، شاد مرافقها وعظم مواردها..ظل مشروع الجزيرة منذ التأسيس العمود الفقري لاقتصاد السودان والمعين الرئيس للخزينة العامة وساهم في اعاشة وإعالة وإعانة جل مواطني البلاد بمباشرة او بغيرها، وشمل ريعه دول الاقليم والجوار وعبر انتاجه البحار الي اوربا وامريكا والعالم باثره..
كانت بدايته قبل ما يزيد علي القرن من الزمان كمزرعة تجريبية لزراعة القطن وعند نجاح التجربة بدأت المساحة في الازدياد عاماً بعد آخر الي عام ١٩٢٥م حيث افتتح خزان سنار فإزدادت المساحة المروية حتى بلغت حوالي المليون وفي اواخر خمسينات القرن المنصرم واوائل ستيناته اضيفت له مليون فدان أخرى عرفت باسم امتداد المناقل، لتصبح المساحة الكلية لمشروع الجزيرة وإمتداد المناقل اليوم 2,2 مليون فدان.

● بعد ان كان نموذجا شاخصا للدقة ومثالا حيا للترتيب تعثر المشروع وكمل قانون ٢٠٠٥م المعيب (ناقصته) حيث كاد ان يضحي المشروع اثرا بعد عين لو لا ان حلت ثورة ديسمبر المجيدة والتي تعلقت عليها آمال عراض للتغيير ومظان كبري للنهوض بكل ما خرب في العهد البائد وجاء تكليف المهندس عمر محمد مرزوق محافظا لمشروع الجزيرة ضمن سياقات هذا الحراك ..بدأ م. مرزوق نشاطا محموما لإعادة المشروع لعهده النضير وعصره الذهبي وشكل السعي الحثيث لتنشيط و(ترميم) منظومة الري في صدر ذلك النشاط ولم تمكن الإحتشادية التي احتضنتها قاعة الصداقة في مارس من هذا العام(٢٠٢١م) وأمها حضورا كبيرا للجهات المعنية (داخلية، إقليمية وعالمية) رتبت لغاية إعمار المشروع وقد رعاها حضورا ومشاركة معالي رئيس الوزارة د. عبدالله حمدوك واعقبها بزيارته الهامه للمشروع في اليوم التالي، لم تكن كل هذه الافعال اول خطوات الإصلاح التي قادها مرزوق وتيمه الاداري ولم تكن الاخيرة، تواصلت دول ذات أمكانات اقتصادية وابدت بل شرعت في التعاون لنهوض المشروع ولم تفتقط هذه الدول في امريكا والمنظومة العربية الخليجية والاتحاد الاوربي والافريقي بل حتي فرنسا وعبر مجموعة شركات فرنسية متخصصة شرعت في إقامة مزارع نموذجية تديرها الاقمار الاصطناعية والطائرات المسيرة.

● يتحرك المحافظ عمر مرزوق في آوان الناس هذا بقوه وجد كالذي يسعي لإدراك امر عظيم فتجده يجمع ويجتمع بالخبراء واساتذه الجامعات المعنيين ويتواصل بكد، جد وإجتهاد مع المنظمات العالمية العاملة في هذا المجال ويعمل مبدأ المشاورة ويوسع مواعينها وفي باله ان يجعل لمشروع الجزيرة منصات انطلاق علميه لرحاب عالميه تصتصحب الماضي التليد لتجربة المشروع وتتماهي مع الحداثة والعلميه التي طرقت باب الدنيا بقوة ولم تكن الزراعة ومنظوماتها التحويلية ببدع عن هذا التحول والجزيرة رائدة طويل التيلة وقصيرها قادره بمالها ومآلها علي إقتحام اسواق العالم بكذا صنف من شتي لون.

● علي الصعيد الداخلي وبعد النجاحات المقدرة خلال العروة الشتوية الماضية (انتج الفدان ما يزيد علي الثلاثين جوالا قمحا في آواخر امتداد المناقل آقاصي المشروع البعيدة ناهيك عن (صدر) المشروع و(خصره) الاوسط، وفي امتداد المناقل -يحدثني احدهم- قد زادت المساحات المزروعه بلحاظ انه ينبغي ان يزرع قسم او قسمين فهناك من زرع جميع الاقسام(كل التلاتات)
واثناء حضوري لمناسبة إجتماعية بغرب الجزيرة التقيت بمجموعه من المزارعين افادوا بان الاستعداد للعروة الصيفية بلغ اوجه وكذلك تحضيرات الجنائن وزراعة الفول السوداني والاستعداد وصل الذروة بصدد زراعة الذرة وحالهم ينطق (الترع ملايانه والعشم تملي حاضر)..
انتظم عملا كبيرا بعلمية ودراسة لإعادة الالتزام بالدورة الزراعية وإعادة الانتاج الحيواني بمشروع الجزيرة
(عقدت ورشة حول آفاق الاستثمار في الانتاج الحيواني) .. في خطوة هامه شرعت ادارة مشروع الجزيرة في عملية تسجيل الحواشات التي آلت لاصحابها عن طريق التنازل او البدل او الوفاة بعد توقف دام لاكثر من ١٥ عاما. هذا وقد ناشد م.عمر مرزوق محافظ مشروع الجزيره المعنيين بالتوجه لتسجيل حواشاتهم حفاظا لحقوقهم وتنظيما لسجلات المشروع وإنفاذا للائحه التي اجازها مجلس ادارة مشروع الجزيرة مؤخرا..و(نحن) نعد هذه المادة للنشر افادت المصادر بموافقة مجلس الوزراء
عبر مدير عام الغابات ومدراء الادارات وذلك لمساعده الاداره فنيا لاحياء غابات مشروع الجزيره حتي تعود بالفائدة علي مزارعي المشروع خاصة والبيئة بشكل عام.

● في مثل هكذا مشاريع تبقي التجربة اكبر من الاشخاص وفوق المدي الزماني والتقييم الوقتي بيد ان الذي يقدم ينبغي ان يقدم (بكسر دال الاولي وفتح دال الثانية) وبهذي قاعدة فان المحافظة علي هذا المحافظ تندرج في خانة تأكيد الإنجاز وانفاذ التغيير فقد جاء المهندس عمر محمد الفكي مرزوق الي (مقعد) المحافظ تسبقه السيرة الذاتية المؤهلة والعزم الاكيد والرؤية الواضحة والمعرفة الدقيقة بأدواء المشروع ودوائها وعلله ومعلولاته وسار لا يعبأ بالاصوات النشاز المغرضة ولا تهمه سطور تعرفون مسير كاتبها حيث البحث في (اعلان) ولم يكن (الظرف) مواتيا في حينه!، فهذا المحافظ يسير و لا يلقي ل(الشوا) بالا، فحسبه بذل الجهد واستفراغ الوسع ليقدم لبلده ما به حقيق ومستحق .

*منشور في صحيفة الانتباهة الصادرة اليوم الجمعة٢٨مايو٢٠٢١م صفحة٦*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى