عبد الوهاب أزرق يكتب.. “مداد الغبش”.. *السلام جا .. أرضا سلاح*

ديناميكية الحركة المجتمعية والشعبية والرسمية المتسارعة تجاه إنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل العادل مؤشرات وبشريات محفزة لتحقيق رغبة شعب اكتوى بنيران الحرب وسئم القتال ويريد السلام .
بدأت في العاشرة من صباح الاربعاء بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان جولة المفاوضات الرسمية بين الحكومة الإنتقالية ، والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز ادم الحلو ، جولة رسمت ملامح السلام المرتجى ، وتحقق أماني شعب ، ورغبة وطن ، منطلقا من منصة إعلان المبادئ الموقع في مارس الماضي بجوبا بين رئيس مجلس السيادة البرهان ، والحلو ، اعلان يمهد للتفاوض ، ويجعل المحال ممكنا إذا اخلصت النوايا دون تعنت و تقاطعات و إملاءات خارجية لا تريد الخير للبلاد ارضا وشعبا ، مفاوضات نريدها تجنبنا تكرار تجربة إتفاق نيفاشا الذي أنهار من أول مران ديمقراطي حقيقي لإختيار والي جنوب كردفان ، وعادت الحرب أعنف من السابق وما زال المواطن يدفع ثمن شعارات الساسة المدمرة التي رفعت حينذاك .
فرص النجاح لتوقيع السلام النهائي كبيرة ، ونستشف ذلك من جدية الطرفين ، وحماسهم ، و الرغبة المجتمعية الجارفة في مناطق الحكومة والحركة الشعبية، مقروء بحوارات بناء الثقة والتواصل المجتمعي، علاوة على مؤتمرات وملتقيات التعايش السلمي والسلام المجتمعي والتوحيد، و روح العفو العام والتسامح، والمصالحة ، والشعور القوي بضرورة نبذ الحرب والاتجاه للسلام ، والتنادي للتكاتف والتعاون والانسجام لمواجهة العدو المشترك الذي عمل لسنوات لعدم نهضة وتنمية وتقدم المنطقة . أدرك الجميع أن الحرب بين الإخوة يتقاتلون في لا شئ من أجل لا شئ . وقامت حكومة الولاية بقيادة الوالي د. حامد البشير ابراهيم بمجهودات في التعايش السلمي والسلام المجتمعي وصولا لتحقيق الغايات.
اكدت الحركة الشعبية على لسان الناطق الرسمي لوفد التفاوض كوكو محمد جقدول إكتمال الترتيبات لبدء التفاوض ، وقال في بيان جئنا للسلام بقلب مفتوح وعزيمة لإحداث الإختراق والتقدم لتحقيق السلام الشامل ، ووصل الوفد الحكومي المفاوض ويمثله الفريق اول ركن شمس الدين كباشي ، و الاستاذ التعايشي ، وشارك رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عيد الفتاح البرهان ، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك الذي التقى الحلو بجوبا اول امس .
ويرى البعض من التحديات التي تواجه الإتفاق غول العلمانية هناك من يراه سمحا والآخر قبيحا . وهل تتفق رؤية الحلو مع جناح عقار وعرمان وجلاب الموقع على اتفاق جوبا ومنحت بموجبه جنوب كردفان حكما زاتيا ؟ . ومعلوم بينهما الاختلاف في المواقف والعداء بعد أن كانوا أصدقاء الأمس . ويقفز سؤالا جوهريا ما مصير إتفاق جوبا من اساسه المتعلق بجبال النوبة الموقع مع جناح عقار ، علما أن قوات الحلو لها الوجود الأكبر على الأرض عكس عقار ؟. وكيف تكون الترتيبات الأمنية والعسكرية من خلال تواجد العديد من القوات ؟. وهل مات اتفاق جوبا بعد إبعاد جلاب من جناح عقار ؟ ام يستمد حيويته من تواجد الاستاذة بثينة أبراهيم دينار التي تقلدت وزير ديوان الحكم الاتحادي كنصيب لاتفاق جوبا .
يريد المواطن سلام يلامس اشواق المجتمع ، ويربط اللحمة المجتمعية ، ويحقق الرفاه ، لا سلام مناصب وتقسيم كيكة لم يشعر به المواطن ، وسرعان مايذوب جليد الوعود الكاذبة ، وتبدا نيران اشتعال الحرب . وجاء الوقت لنقول السلام جا ، أرضا سلاح .