أعمدة

صلاح حبيب يكتب.. “ولنا راى”..شعب لا يعجبه العجب ويكيد لنفسه!!

انقسم بعض السودانيين عقب انهاء مؤتمر باريس المخصص لدعم السودان واعفاء الديوان المثقلة التى تركتهاالحكومات السابقة ،سعد ابناء السودان بهذا المؤتمر باعتباره اخر امل للسودانيين للعيش فى عز وكرامة بينما الاخرين من المعارضين لثورة ديسمبر المجيدة يرون ان المؤتمر تحصيل حاصل ولن يقدم شئ ينفع السودان وما هو الا مظاهرة دولية لكسب ود الشعب السودانى وبعدها ترجع (حليمة لقديما) مثل الوعود التى قطعتها الحكومات الاجنبية عقب اتفاق سلام نيفاشا ،من حق السودانيين التعلق بالامل من اجل الخروج من تلك الحالة الاقتصادية التى ظل يعيش فيها الشعب السودانى لما يقارب الستين عاما ،لقد ظلت الديون المتراكمة من قبل الدول المختلفة فرنسا النرويج الصين وحتى الدول العربية تلك الديون اقعدت السودان عن التطور،لان فوائد تلك الديون تتراكم عاما بعد عام حتى وصلت الى ارقام فلكية عجز السودان عن سدادها وفشل فى الحصول على المساعدات الدولية،ان المعارضين لثورة ديسمبر الان يروجون على ان مؤتمر باريس كذبة لم يستفيد السودان من تلك التظاهرة الدولية، ففرنسا ومكرون لن يعفوا ديونهم لان اصل الدين ملك لفرنسا وشعبها ودافع ضرائبها، وكذا الحال بالنسبة لبقية الدول الاخرى.
من المؤسف جدا ان يتامر شعب على نفسه ويحاول ان يكذب العالم وبما يقدمونه له من امل ولو بصيص، اننا كشعب لانستحق هذا الوطن طالما ان كل منا يكيد للاخر ويتمنى فشله، هل هناك شعب فى العالم تتقدم الدول لمساعدته ويقف شعبه ضد تلك المساعدات، ان مؤتمر باريس خطوة للامام “رضا من رضا وابى من ابى”، فالمؤتمر من اجل هذا الشعب وليس من اجل الحزب الفلانى ولا الحاكم العلانى.دعونا من تلك المرارات العالقة بنفوسكم واعملوا من اجل ان يخرج السودان الى الفضاء الواسع ويعيد مكانته امام الامم، اننا بحاجة الى المساعدات لاعادة البنيات التحتية التى حطمناها بايدينا ، نحن نحتاج لاعادة مشروع الجزيرة الذى اذا ماعاد سيساعد فى رفل الدولة بمليارات من العملات الاجنبية من خلال زراعة القطن والفول والقمح وفول الصويا وغيرها من المنتجات التى تدر علينا مالا يساعدنا فى عملية البناء والنهضة ..فالاموال التى سيوفرها مؤتمر باريس ستعيد لنا الخطوط الجوية السودانية التى كانت واحدة من افضل شركات الطيران بالمنطقة ،لقد فقدنا خطوطنا الجوية بسبب التامر الانساني فعودة سودانير بالتاكيد ستعيد للسودان مكانته وسط العالم من خلال الرحلات الجوية التي يسافر بها من يقصد السفر للسودان او لاي وجهة اخرى، ان اموال مؤتمر باريس سوف تعيد لنا الخطوط البحرية التى كانت مل السمع والبصر، اما الخطوط البحرية كانت تجوب المحيطات والبحار العالمية ناقلة لمنتجاتنا الزراعية والصناعية الى دول العالم المختلفة،ان مؤتمر باريس وهو من اهم المؤتمرات التى انعقدت هذه الايام ويجب علينا ان ندعم كل خطوة لهذا المؤتمر بدلا من هذا التندر الذى تعج به وسائل التواصل الاجتماعى،لقد رسم الفريق البرهان د. عبد الله حمدوك صورة رائعة فى مؤتمر باريس صورة جسدت معنى العمل المشترك بين المكونين المدني والعسكري واتفقا على العبور بالبلاد الى افاق ارحب ،على كل سوداني ووطني وغيور عليه ان يدعم اي خطوة فيها مصلحة البلاد بدلا من اللغة العدائية، نحن بحاجة الى التضامن والتعاضد مع بعضنا البعض وتناسي كل ما هو قبيح بيننا، ان السودان من افضل شعوب العالم وبه من الامكانيات التى تجعله فى مصافيها، ولكن للاسف ابناء هذا الشعب يحملون حقدا لبعضهم البعض ،كان سببا فى تاخرنا، ولو ظللنا على هذا الحال فلن نتقدم خطوة واحدة للامام ،حتى ولو ذهبت هذه الحكومة وجاءت عشرات الحكومات من بعدها طالما لم نقبل بعضنا البعض،فهل نتناسى كل الجراحات السابقة ونعمل من اجل هذا الوطن؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى