
قطع عدد من الخبراء والمحلليين السياسيين والاقتصاديين بفشل مؤتمر باريس رغم الاحتفالات المسبقة والزخم الكبير والامال العريضة التي عقدتها الحكومة على المؤتمر مما أصاب المواطن السوداني بصدمة كبيرة جدا للنتائج المتواضعة التي خرج بها المؤتمر. وقال الدكتور المحجوب محمد عبدالله الخبير والمحلل الاقتصادي انه كان من المتوقع ان تعفي الكثير من الدول ديونها على السودان لدعم الانتقال الديمقراطي او على الاقل تعفي جزء كبير من هذه الديون مبينا ان اكبر الدول الدائنة للسودان وهي الصين لم تبدي حتى الرغبة في التفكير بأعفاء هذه الديون وبقية الدول الدائنة للسودان وعدت بالتفكير في إعفاء الديون مجرد وعد. وأوضح المحجوب أن المؤتمر خرج بمجرد وعود كذوبة كبقية المؤتمرات التي سبقته مشددا على أنه وبالرغم من هذا الفشل تصر الحكومة على الاستمرار في وضع بيض الحلول للازمات الاقتصادية التي يعيشها السودان في سلة التسول من الخارج ضاربين بعرض الحائط ان السودان دولة غنية جدا بمواردها البشرية والمادية الطبيعية وانه من المعيب جدا أن يتسول الآخرين مؤكدا انه في عالم اليوم لاتوجد مساعدات اقتصادية مجانية وكلها ترتبط بشروط سياسية وانها تعتبر مقدمة للسيطرة على البلدان الأكثر فقرا في العالم. ومن جانبه أكد الاستاذ محمد عبدالفتاح المك الخبير والمحلل السياسي ان الاشتراطات الفرنسية الأمريكية الأكثر وضوحا على الإطلاق والتي أعلنت في المؤتمر بضرورة إجراء إنتخابات حرة ونزيهة وإيجاد حكومة منتخبة شرعية يطمئن لها العالم حتى يدعمها أصابت الجانب السوداني بصدمة كبيرة منوها الي ان الكثيرين من أطراف المرحلة الانتقالية لايرغبون في الانتخابات لأنهم يعلمون جيدا انهم لن يصلوا من خلالها للحكم ولذلك يرغبون في استطالة الفترة الانتقالية الي اجل غير مسمى حتى يستمروا في حكم السودان بهذا الوضع الشاذ في ظل غياب تام للمجلس التشريعي محذرا انه وبهذا الحال لن يقدم احد اي دعم اقتصادي او سياسي للحكومة. وطالب المك وفي ظل السموات المفتوحة والتي لايخفي فيها شيئ طالب حمدوك بوضع الحقائق امام الشعب السوداني الذي لم تعد تخفي عليه خافية فيما يتعلق بالاوضاع التي يعيشها السودان الان مؤكدا انه أن الاوان لخلق حاضنة سياسية جديدة بعيدة من قوي الحرية والتغيير المتهالك تضم قوي السلام والملتحقين بالسلام لقيادة السودان بكل شجاعة نحو إنتخابات حرة ونزيهة يقول الشعب فيها كلمته مشددا على ان الحكومة ان استمرت في سياسات الخداع بايهام الشعب السوداني بمؤتمرات أخرى لدعم السودان فانها ستواجه برد فعل شعبي جارف. وثمن المك اشادة الرئيس مكرون بإتفاق جوبا للسلام وعودة أطراف الحرب من الحركات المسلحة للخرطوم شركاء اصيلين في الفترة الانتقالية حاثا الحكومة على استمرار ذات الوفد الذي استطاع تحقيق اتفاق جوبا للسلام برئاسة الفريق اول محمد حمدان دقلو النائب الاول لرئيس مجلس السيادة لقيادة التفاوض مع الحلو وعبدالواحد مشيرا الي ان الوفد ورئيسه أصبحوا متمرسين ويمتلكون مقدرات ومهارات وفنون كبيرة فيما يتعلق بالمفاوضات ويحظون بثقة المجتمع الدولي وشركاء السلام الاقليميين وان التفاوض اذا أسند إليهم فستكون نتائجه مبشرة جدا