لصوص المحوِّلات يدمِّرون الزراعة غرب امدرمان

في الأسابيع الماضية اشتكى مزارعو غرب أم درمان والريف الشمالي لأم درمان من تصاعد عمليات سرقة المحوِّلات والكيبولات الكهربائية في مزارعهم. والغريب أنّ السرقات كلها تتم بأيدي لصوص محترفين، يعرفون كيف يفصلون التيار الكهربائي ويستطيعون فك30 مسمار تربط المحوِّل بالأعمدة.
أمس الأول، ذهب إلى مزارع غرب أم درمان بالقرب من مضمار سبق الهجن. وجدت أحد المحوِّلات وقد تم سرقته وسكب كل الزيت على الأرض، سألت مرافقي شيخ صالح وهو صاحب مزرعة بالمنطقة، أوضح أن الجناة يسرقون فقط (قلب) المحوِّل ويتركون الباقي لأن المحوِّل يحمل رقم متسلسل يمكن اكتشافه حال تتبع المحوِّلات المسروقة.. لكن ولأن (قلب) المحوِّل لا يحمل رقم تسلسل يقوم اللصوص بسرقته ويتركون الباقي.
وأوضح صالح أنّ السرقات أصبحت مهدِّداً أمنياً كبيراً وأن أصحاب المزارع أصبحوا يضعوع خفيراً بالقرب من المحوِّل، ومن لم يجد خفيراً يقوم بلحام المحوِّل على قاعدته في الأعمدة، وهو شخصياً قام بلحام المحوِّل وإضافة تأمين آخر بربطه بالجنازير على القاعدة.
في تجوالنا بالمنطقة وجدنا حتى محوِّل مزرعة الشرطة قد تمت سرقته. وربما هذا يكشف مدى جرأة اللصوص ومهاراتهم في سرقة حتى المحوِّلات المحروسة. وقال شيخ صالح إن المحوِّل عادة يكون مربوط بعدد من المسامير حوالي 30 مسماراً، لكن رغم ذلك ينجح اللصوص في فكها بسرعة بعد قطع التيار الكهربائي عن المولد، ثم يعمدون لفك قلب المحول والهروب به.
ونفى صالح ما يثار حول أن اللصوص يقصدون إذابة المعادن المصنوع منها المحوِّل وبيعها لمحلات الخردة. موضحاً أن كمية النحاس قليلة وغير جاذبة. ورجح أن استهداف (قلب) المحوِّل بالسرقة يعني أنهم يبيعونه لطرف ثالث ليصلح به محوِّل آخر معطل.
من المستفيد
الراجح أن لصوص المحوِّلات وكيبولات الكهرباء يبيعون مسروقاتهم لإحدى جهتين، أسلاك الكهرباء (الكيبولات) المصنوعة من الألمونيوم بالتأكيد تباع كخردة لتجار هذا المعدن الذي يدخل في استخدامات كثيرة.
أما المحوِّلات فبحسب أصحاب المزارع يرجحون أن سرقتها تتم بغرض بيع (القلب) لجهة ما تحتاج لها لإصلاح محوِّل معطوب. بالطبع يتحاشون سرقة هيكل المحوِّل لأن به رقم متسلسل.
ويطرح أصحاب المزارع المهدَّدة بسرقة المحوِّلات عدة حلول منها الطلب من الشركات المصنعة أن تضع رقم متسلسل على قلب المحوِّل. إضافة لذلك إجراء تفتيش مفاجئ على محلات بيع المحوِّلات، وتتبع أي محول يتم صيانته أو تركيبه.
مؤخراً أصبحت منطقة غرب أم درمان والريف الشمالي تساهم بمعدَّل كبير في توفير الخضروات والفاكهة وبيض المائدة والفراخ للعاصمة، وهي أرض واعدة وتوفر عشرات الآلاف من فرص العمل للمهندسين الزراعيين وعمال الزراعة، إضافة للنساء في تلك المنطقة، لكن كل هذه الفرص الاقتصادية أصبحت مهدَّدة بسبب تصاعد عمليات سرقة كيبلات الكهرباء والمحوِّلات، ومعلوم صعوبة مراقبة كل المنطقة،لكن يمكن مراقبة الأسواق التي تستلم المال المسروق، وهو هنا خردة الألمونيوم و(قلب) المحوِّلات الكهربائية.