صلاح حبيب يكتب: “ولنا راي”.. عادت سودنية صامدة رغم الظروف الاقتصادية!!

مازالت الاسر السودانية متمسكلة ببعض عاداتها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ومن تلك العادات عادة موية رمضان وهى من العادات الراسخة لدى الاسر السودانية، فلم يغيرها الزمن ولم يبدلها. فحرصت الاسر على تقديمها لاهل العريس عقب الخطبة حينما تكون الخطبة اقرب الى شهر رمضان ،”موية” رمضان رغم انها من العادات الحميدة ولكنها مكلفة لاهل العروس و”موية” رمضان وما ادراك ما “موية” رمضان ففيها من العنت والمشقة لتلك الاسر خاصة وان الظرف الاقتصادي الحالي يختلف تماما عن الظروف السابقة ،فالموية فيها من الطعام والمشروبات البلدية والافرنجية وفيها انواع مختلفة من الاطعمة وبالمقابل لا بد ان يقدم العريس مقابل تلك “الموية”، “ست’ من الذهب بالاضافة الى انواع مختلفة من الارياح والكريمات فالموية وتلك الهدايا مكلفة جدا للطرقين والعادات لم تقف فى “موية” رمضان فاهل العروس مواجهين ايضا بتقديم حلويات وخبائز من عدة اصناف لاهل العريس كهدايا بمناسبة عيد الفطر المبارك وبالمقابل تقدم ام العريس هدايا اخرى لاهل العروس، ان العادات السودانية المتعلقة بالزواج فيها مشقة وارهاق لاهل العروسين ولو اكتفت كل اسرة باشياء بسيطة تعبيرا عن تلك العلاقة الجديدة بينهما يكون ذلك افضل من تلك الهدايا المكلفة قبل بداية مراسيم الزواج، ومن العادات الاخرى المتعلقة بالزواج بخلاف “موية” رمضان عادة فطور العريس وما ادراك ما فطور العريس فهذا الفطور لوحده يعد زواج قائم بذاته، ففي فطور العريس تقدم لاهل العريس اشكال وانواع من الطعام واحيانا تنقل عبر دفار او مركبة كبيرة تصحبها بعض العربات الصغيرة تتوجه الى بيت العريس واهل العريس مكلفين بتقديم هدايا لكل النسوة اللائى جئن بهذا الفطور الحدث، ان الزواج فى السودان وعلى الرغم من الطقوس التى تقدم فيه ولم تتوفر لدى كثير من دول العالم ولكن الظرف الحالي لا يساعد بان تستمر تلك العادات كما كانت من قبل ستين او سبعين عاما وربما تكون تلك العادات واحدة من اسباب عزوف الشباب من الزواج لذا على الجهات المختصة ان كانت على مستوى الدولة او الحي او من اهل العروسين ان يوقفوا تلك العادات المكلفة والمرهقة لاهل العروسين، لقد اطلعت قبل ايام من خلال وسائط التواصل الاجتماعي عن احد الاصدقاء الذي طلب منه صديقه المقدم على الزواج بان يجهر له الصالة ومكان قضاء شهر العسل وكل متطلبات الزواج حتى الفنان.. فما كان من هذا الصديق الا ان حول كل الاموال التى منحها له العريس الى منزل متكامل للعريس من غرفة نوم ومطبخ وغرفة جلوس. وغيرها من مستلزمات البيت السودانى فظن العريس ان صديقه قد خانه وهرب بالمال الذى كلفه بتقديمه نظير العرس ،ولكن هذا الصديق قدم للعريس خدمة لم يتوقعها فلم يكون مطالبا بل اغناه عن تجهيز المنزل عقب انتهاء مراسيم الزواج،فلو كل وزراء العريس عملوا كما عمل هذا الشباب لسعدت الاسر جراء الصرف البذخي على العرس ومن ثم تلاحق العريس فواتير لم يستطيع سدادها حتى بعد المولود الاول وربما الثانى، لذا على الاسر السودانية يجب ان يتخلوا عن تلك العادات الضارة التى تكون سببا فى عنوسة البنات وهروب الاولاد من الزواج.